العاملات في القطاع الفلاحي:47 وفاة خلال ستّ سنوات بسبب الحوادث
قالت رئيسة فرع القيروان بالمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والإجتماعية سوسن الجعدي إن النساء العاملات في القطاع الفلاحي يتعرضن إلى العديد من الانتهاكات منها النقل غير الآمن والذي تسبب في العديد من الحوادث.
وكشفت في تصريح لموزاييك خلال ورشة تفكير حول ''نقل العاملات في القطاع الفلاحي والتغطية الاجتماعية'' ضمن أشغال المؤتمر الوطني للحركات الاجتماعية السبت 12 ديسمبر 2021 عن رصد أكثر من 47 حادث طريق خلال الـ 6 سنوات الأخيرة تسببت في 667 إصابة وتسجيل 47 حالة وفاة أغلبهن من النساء.
كما بينت الجعدي أن النساء العاملات في القطاع الفلاحي يعانين كذلك من ظروف عمل صعبة وتفاوت في الأجور بين النساء والرجال وغياب التغطية الاجتماعية .
وتطرقت رئيسة فرع القيروان بالمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية إلى القانون عدد 51 المتعلق بإحداث صنف نقل للعاملات والعملة بالقطاع الفلاحي الذي تم سنه إثر فاجعة السبالة من ولاية سيدي بوزيد والتي أسفرت عن وفاة 12 عاملا وعاملة فلاحية، مشيرة إلى عدم إمكانية تطبيقه على أرض الواقع لأنه لا يأخذ بعين الاعتبار علاقات العمل والعلاقات الاجتماعية في الوسط الفلاحي والحالة المتردية للبنية التحتية والصعوبات المتعلقة بتطبيق ما جاء في كراسات الشروط حول العربات المعدة للنقل.
وبينت سوسن الجعدي أن الورشة التي حضرها ممثلون عن النقابات والجمعيات النسوية والعاملات في القطاع الفلاحي بصدد البحث عن رؤى وتصورات وحلول للحد من انتهاك الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للمرأة العاملة في القطاع الفلاحي مشيرة إلى ضرورة الدفع نحو تمكين النساء اقتصاديا من خلال الاقتصاد الاجتماعي والتضامني ودعم الشباب لتشغيل العاملات في إطار منظم يضمن نقلا آمنا للعاملات فضلا عن ضرورة هيكلة القطاع الفلاحي الذي ظلّ مهمشا وذلك من خلال تكوين نقابات تدافع عن حقوق العاملات الفلاحيات .
وأضافت الجعدي أن جملة المقترحات ضمن الورشة سيتم تقديمها للسلطة القائمة عسى أن يتغيّر الواقع البائس الذي تعيشه النساء اللاتي يضمن السيادة الغذائية لتونس.
وبينت المديرة التنفيذية لجمعية أصوات نساء سارة بن سعيد أن استمرار غياب الهيكلة في القطاع الفلاحي تسبب في هشاشة كبرى للعاملات والعاملات في الفلاحة وخاصة في صفوف النساء اللاتي يمثلن 80 بالمائة من المشتغلات في هذا القطاع.
وأوضحت بن سعيد أن استشارات جهوية في عدد من الولايات كشفت أن النساء العاملات في القطاع الفلاحي يعملن في ظل غياب تام للدولة لحمايتهم من النقل غير الآمن والعشوائي والعمل الموازي وعدم تمتعهم بالتغطية الإجتماعية .
وتحدثت المديرة التنفيذية لجمعية أصوات نساء عن الصعوبات المتعلقة بتطبيق القانون عدد 51 المتعلق بإحداث صنف نقل للعاملات والعملة بالقطاع الفلاحي، مشيرة إلى أن الاستشارات الجهوية بينت أن 3 أشخاص فقط تقدموا للإستثمار في هذا الصنف من النقل خاصة في ظل الإجراءات المعقدة ضمن كراس الشروط .
كما تطرقت سارة بن سعيد إلى الحوادث التي تسببت في وفاة 57 إمرأة من العاملات في القطاع الفلاحي جراء النقل العشوائي للنساء مشيرة إلى أن شهادات من النساء العاملات كشفت أن الملاحقات الأمنية تدفع بسواق الشاحنات إلى سلك طرقات وعرة فضلا عن السرعة مما يتسبب في الحوادث.
*كريم وناس